هل تستطيع أن تعمل بدون منافس ؟

هل تستطيع أن تعمل بدون منافس ؟

غالباَ ما تتنافس المشاريع في الأسواق مع منافسين متشابهين لها في المنتجات والخدمات التي تقدمها , ويمكن أن يميز نموذج العمل بين هذه المشاريع في القيمة التي تقدمها ومع ذلك , هل كل عمل منافس هو عمل مبدع ؟

الحقيقة أن هناك من يخشى الخوض في المجهول , ويرى العمل في تجارب مماثلة أو معروفة نوع من الأمان لديه , ويترك مساحة كبيرة للإبداع والابتكار خوفاً من التحديات التي ستواجهه في المستقبل .

وليس هذا في الأعمال التجارية فحسب , فالأمر مرتبط بكل تحدي في حياتنا الشخصية أو المهنية أو الاعمال التي نعمل بها , فالنجاح المرسوم خطواته هو أقل تكلفة وجهد .

قرأت كتاب : نظرية المحيط الأزرق والمحيط الأحمر والتي تقوم فكرتها على تقسيم الأسواق إلى أسواق شديدة المنافسة وأسواق لم يتم اكتشافها بعد .

وشبه الكاتبان رينيه موبورن وتشان كيم , وهما متخصصين في علوم الأداة من مركز إنسايد للاستراتيجيات والإدارة , المحيط الأزرق بالأسواق الجديدة التي لم تكتشف بعد , أو التي ليس لديها منافسين فهي تعمل في تحدي مع نفسها دون الدخول في صراع مع منافسين آخرين .

بينما يشير الكاتبان للمحيط الأحمر بأنه السوق المشبع بالمنافسة ,وهي الأسواق أو المشاريع التقليدية التي يكمن التحدي فيها في مدى المنافسة لتحقيق الربح والبقاء في السوق 

هذا الاختلاف بين المحيطان ليس وحده كافياً , وإلا كان الدخول في مشاريع جديدة مطلب رواد الاعمال لأن الخطورة تكمن في مدى تبني هذه الاستراتيجية وتطويرها بما يتناسب مع حاجة السوق .

فالنجاح لا يكمن فقط في الوجود بل يمكن في البقاء والتأثير.

وفي عالم الإدارة لا يختلف هذا عن المشاريع التجارية , فالإدارة التقليدية التي تُحكم أعمالها بالنظم الإدارية والاستراتيجيات القديمة دون النظر إلى الإبداع في الأداء والتميز في المخرجات لن تدوم طويلاً , ولن يكون الأثر مستداماً مالم تتحدى الواقع وتضع نصب عينها إن المنافس الوحيد هو أنا , وقدرتي على النجاح تكمن في قدرتي على إحداث التغيير في الأعمال والخدمات التي أقدمها , بأسلوب جديد بعيداً عن المنافسة .


عملت مؤسسة عبدالمنعم الراشد الإنسانية على استراتيجية تُعرف وتتميز بها , فهي تخوض مجال التنافس مع أهدافها وأولوياتها دون النظر إلى المؤسسات الأخرى ماذا تقدم وماذا تعمل .

وهذا ما جعل منها محل اهتمام كثير من الشركاء في تقديم برامجهم المتميزة , والتي تهدف إلى الأثر المستدام من خلال مجموعة من المعايير التي توليها اهتماماً كبيراً في تقديمها لخدماتها .



بقلم :سماح عادل الجريان

تعليقات

الأرشيف

تواصل معنا

إرسال

Cookies notification

مدونة همزة وصل تستخدم ملفات تعريف الإرتباط من أجل تحسين تجربتك أثناء زيارتك لموقعنا, باستخدامك للمدونة فأنت توافق على استخدامنا لهذه الملفات.

معرفة المزيد؟