الإبداع شرارة التمكين في المجتمعات الإنسانية
الإبداع : شرارة التمكين في المجتمعات الإنسانية
في قلب كل فكرة ملهمة , ينبض سؤال واحد : " ماذا لو ؟ "
هذا السؤال هو مفتاح الابتكار , وهو ما يجعل من الإبداع أداة لا غنى عنها في المجتمعات الطامحة إلى التحول والتميز .
كتاب " إدارة الإبداع والابتكار " يعالج هذا المفهوم بعمق أكاديمي وإنساني . مستعرضاً فلسفة الإبداع كقوة محركة للتنمية , خصوصاً في البيئات التعليمية والمجتمعية التي تتبنى الموهبة وتؤمن بقدرة الأفراد على التغيير .
الفرد المبدع ... ليس استثناءً بل إمكانية
يبدأ الكتاب على رؤية نفسية واجتماعية ترى أن الابتكار ليس امتيازاً بيولوجياً بل نتاج بيئة محفزة ومهارات مكتسبة . يقدم الباحث كالفن تيلر ( kalvin Taylor ) خمسة مستويات لفهم الإبداع , تبدأ من دراسة العملية الإبداعية نفسها وتصل إلى تصنيفات دقيقة للمبدعين . هذا يُتيح للمؤسسات أن تتبنى استراتيجيات مختلفة لرعاية الموهوبين بحسب خصائصهم ومستوى جاهزيتهم .
تحقيق الذات ... الوجه الآخر للابتكار
يربط المؤلف بين الإبداع وتحقيق الذات , مستنداً إلى نظريات رواد مثل ما سلو وروجرز . الابتكار هنا لا ينظر إليه كترف فكري , بل كاحتياج وجودي , وسيلة للفرد ليعيش في حالة من " الذروة النفسية " حيث يكون متوازناً , منتجاً , ومتصالحاً مع ذاته . هذه الرؤية تلهم المبادرات المجتمعية لتوفير مساحات آمنه يكتشف فيها الإنسان إمكاناته ويعيد تشكيل ذاته .
كيف نصنع عقلية مبدعة ؟
يركز الكتاب على خصائص العقلية الابتكارية : حب الاستطلاع , عدم الخوف من الجديد , المرونة , والتوجه نحو المستقبل وهي سمات يمكن تعزيزها في المدارس , مراكز الموهوبين , وحتى بيئات العمل غير الربحية . هذه الخصائص ليست رفاهية , بل أدوات بقاء وازدهار في عالم يتغير كل يوم .
خاتمة : عندما يصبح الإبداع رسالة إنسانية
إن كتاب " إدارة الإبداع والابتكار " لا يقدم مجرد نظرية , بل يطرح دعوة صريحة لإعادة التفكير في طريقة بناء المجتمعات
فهو يمد جسوراً بين الفكر والعمل , بين الفرد والمجتمع , وبين الحلم والواقع . للمؤسسات غير الربحية . هذا الكتاب هو خارطة طريق لبناء أجيال مبدعة ترى في التحديات فرصاً وفي الاختلاف طاقة تغيير .
" الإبداع ليس ترفاً فكرياً , بل حاجة إنسانية عميقة لتحقيق الذات وترك أثر باق في العالم "
المصدر:
كتاب : إدارة الإبداع والابتكار – منشورات الجامعة الافتراضية السورية، 2020.
تعليقات